«إجلاء 10 آلاف شخص».. تايوان تستعد لوصول الإعصار كراثون
«إجلاء 10 آلاف شخص».. تايوان تستعد لوصول الإعصار كراثون
أغلقت السلطات في تايوان، الأربعاء، المدارس والمكاتب والبورصة مع اقتراب الإعصار كراثون، الذي من المتوقع أن يضرب اليابسة صباح الخميس، وقد أسفر الإعصار عن أمطار غزيرة جداً في جنوب الجزيرة وشرقها، وفقًا لمصلحة الأرصاد الجوية.
إعصار قوي
يُصنف الإعصار كراثون كإعصار قوي، حيث تبلغ سرعته المتواصلة 173 كيلومتراً في الساعة، وقد تصل أحياناً إلى 209 كيلومترات في الساعة.
وقد كان الإعصار على بعد 130 كيلومتراً جنوب غرب مدينة كاوسيونغ عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش. وأشار الخبراء إلى أن الإعصار، الذي كان يتقدم ببطء، من المتوقع أن يضرب اليابسة بالقرب من كاوسيونغ أو تاينا في الجنوب الغربي للبلاد بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
إجلاء احترازي
تم إجلاء حوالي عشرة آلاف شخص من المناطق الخطرة، وفقًا لوزارة الداخلية، ونتيجة للإعصار، سُجلت إصابة 46 شخصًا في مختلف أنحاء تايوان، بينما اعتُبر شخص واحد في عداد المفقودين قبالة سواحل يونلين.
دعوات للحذر
وحث رئيس الوزراء شو جونغ-تاي المواطنين على ملازمة منازلهم وتوخي الحذر، مشيراً إلى أن التقدم البطيء للإعصار يزيد من الوقت الذي يمكن أن يتسبب فيه بأضرار في تايوان، كما تم إلغاء جميع الرحلات الداخلية ورحلات العبارات، كما تم تعليق 250 رحلة جوية دولية.
استعدادات إغاثة
وضعت وزارة الدفاع حوالي 40 ألف جندي في حالة تأهب للمشاركة في عمليات الإغاثة المحتملة، وفي كاوسيونغ، بدأت السلطات توزيع أكياس الرمل ومعدات تصريف المياه.
تأثيرات الإعصار
أدى مرور كراثون إلى إصابة ثمانية أشخاص وفقد شخص آخر، وقد اضطر أكثر من 5400 شخص إلى مغادرة منازلهم، خصوصًا في منطقتي يليكوس ووادي كاغايان.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الأعاصير تتشكل بشكل أقرب إلى السواحل وتزداد قوتها بسرعة أكبر بسبب التغير المناخي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.